الثلاثاء، 16 يونيو 2015

ورقة وقلم




بخطٍ جميل نكتُب جلَّ الوقائع الموجعة في حيواتِنا لأننا الأجدر بالبكاء في هذا الزمن الذي لطالما شعرنا فيه بأننا الوحيدون في العالم ممن يُعاني ويتألم، وبخطٍ أجمل نسردُ أمنيات لطالما حلُمنا بها ليلاً ونهار ، ولكن القلم كان خجولاً والأوراق خجلى فلا القلم قادر على تقبيلِ ورقة ولا حتى الورقة كانت تريدُ أن تكشف عن نفسها ، هُما لا يتجرءان على هذا اللقاء الممنوع ورُبما يُفهم الأمر هكذا للوهلةٍ الأولى حينَ لا نتفكر !  
ولكن إدراك هموم الورقة والقلم سينبئنا عن خوفهما من المُّستقبل المهدد بالخطر وقلقهما حيال إغتيال الحرية ؛ الورقة والقلم قادران على اغتيال الناس والناس قادرة أيضًا على اغتيالهما ومن جمعمها على "البر والتقوى".
وكان حريًا بي أن أكون الشيخ الذي بارك هذه القصة وكتبها كي لا ينسى المارة أني لستُ مجرد شيخ متعرض للسخرية والتقليد في هذا التاريخ الساخر من المجتمع بما فيه..
ها أنا أرى عابرًا آخر يهزئُ بي ويقول كيف للأدب والدين أن يجتمعا ، رباه يا رباه إنها هبةٌ من الله كيف لي ألا أكونها ، سأكتب ا زلتُ أتنفس وأجمعُ الرؤوس بالحلال أيضًا.
المهم أن هذا القلم وقع في غرام هذه الورقة ليكتبا قصة لا معنى لها في مجتمعٍ عادي وزمنٍ عادي ، تاريخ عادي حيث يتشائم الناس من عبثية الواقع وسخرية لقدر. رغم أن كل شيء كان يعود للوراء ليذكرهم بما صنعت أيديهم.


سئمتُ من تمثيل الحياة إنني ميتة وما ترونه  مومياء مملوئة بهواء لا معنى له.